• قصيدة : جاء وعد الآخرة

    جاء وعدُ الآخرة !

    سقط القناع و لم يعد في الأمر شكْ.
    أرض الكنانة زُلزلت زلزالها
    من تحت أقدام الطغاة الظالمينْ،
    قد أخرجَت أثقالها؛
    غضبت على جيش الفلولْ؛
    سلْ ما لها،
    و اسمع بعقلك ما تقولْ:
    لله ما ملك الملوكْ ؛
    مهما طغى و تجبر المتصهينونْ،
    ما شاء ربك أن يكون له يكونْ.
    و الغافل المغرور بالدنيا هَلكْ.
    فليُنفق الفرعونُ من أجل التمَلك ما ملكْ؛
    لا القمع ينفع .. لا .. و لا مال البُنوكْ،
    فالله قد وضع الجميع على المحكْ.
    من ذلك الأفق البعيد أتت كطوفان يَدُكُّ و لا يُدَكْ،
    جُندُ الهدى و الحق تهتفُ: جاء وعدُ الآخرهْ 
    !

    فلتشهدوا، يا كل فرسان الهوى
    أنَّ الذي تبنيه أيديكم هوى 
    !
    لا شيء بعد اليوم يوقف زحف جند الله.. لا..
    فجر انتصار الحق أشرق في ليالي القهر .. لا..
    لن تغرب الشمس التي هزمت ليالينا.
    خيرُ المنى في هذه الدنيا أمانينا.
    أمضى سيوف الحق في حرب اللئامْ..
    سيف السلامْ 
    !
    أنظر إلى هذي الميادين التي امتلأتْ،
    و اسمع هتافات بها هتفتْ :
    نحن الجنود الصامدونْ،
    مهما يكونْ،
    نحن الكرام الأوفياء الصادقونْ؛
    لن نستكين و لن نخونْ.
    سنصد كل المعتدينْ؛
    سنرد كيد الكائدينْ.
    لم يبق من أمل لأعداء السماءْ،
    إلا هباءْ 
    !..
    قد جاء وعد الآخرَهْ !

    مصر التي بين الفتوح تربعتْ؛
    و بآي رب العالمين ترصَّعتْ،
    تاجُ السلام و سيف حق لا يلينْ.
    فلتفرحي، يا مصر، لا .. لا تحزني..
    لا تنحني..
    إني أراك علامة فوق الجبينْ،
    كُتبت بحبر من دم الأحرار في..
    عصر التخاذل و الهوانْ،
    ما زال نور الله فيها مشرقا
    لم تمحه أبدا أعاصير الزمانْ.
    يا مصرُ أنت وليَّة الفتح المبينْ؛
    فاستَمسكي دوما بحبل الله في دنيا و دينْ؛
    ولتصدعي بالحق؛ قولي: جاء وعدُ الآخرهْ 
    !

    ها دولةُ الإسلام قامت هاهنا،
    في مصر قامت .. لن تزولْ،
    رغم التتار و رغم أحفاد المغولْ.

    كل الجبابرة انتهوا.. و قد انتهى حكم اليهودْ..
    لا.. لن يعودْ؛
    قد جاء وعد الآخرهْ 
    !
     

    دين السلام اليوم حضنٌ للجميعْ؛
    لا نشتري شيئا به أبداً، و لا.. لا .. لا نبيعْ.
    كن ما تشاء فنحن حرّاسُ السلامْ؛
    لا نعتدي أبدا و لا نهوى انتقامْ؛
    أقوى سلاح عندنا حُب الأنامْ.
    إن زاغ فينا واحد، فهو الذي اخترق النظامْ؛
    و الدين مُتَّهم بريء لا يُلامْ.
    فلترفعوا الحُجُب الكثيفة عن عيون الغافلينْ.
    لا تُشعلوا نار الضغينة في القلوبْ.
    قولوا كما قال النبيُّ محمد،
    لما تمادى الظالمون بظلمه :
    "فاغفر لقومي، إنهم لا يعلمونْ.".
    لا تدَّعوا أن الكريم بلا عُيوبْ.
    لم يبق من نفق لمن شاء الهروبْ،
    قبل الغروبْ،
    إلا الرجوع إلى الصَّوابْ،
    من كل بابْ.
    قد جاء وعدُ الآخرهْ 
    !

    ***
     
    جلول دكداك – شاعر السلام الإسلامي
    المغرب- تازا: فجر يوم الخميس 9 رمضان 1434( 18 يوليو 2013 ) 

     

     

    « »

  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق