• أُمُّنا مِصرُ !

    هذه القصيدة مهداة من شاعر السلام الإسلامي: جلول دكداك،
    إلى أمنا مصر العظيمة، أم الدنيا، بكل مكونات شعبها العظيم، و فئات مجتمعه، من غير أي نوع من أنواع التمييز على أي أساس ديني أو فكري أو سياسي . و هي كذلك مهداة إلى المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية" و كل ميادين الاعتصام في كل محافظات جمهورية مصر العربية المتحدة من دون أي استثناء. و القصيدة نداء صادق حار خالص من كل انتماء لا يحترم حرية الشعوب، على أساس قبول التعايش مع الاختلاف التنوعي الذي يثري الحياة، لا الخلاف التصادمي الذي يخرب الحضارة الإنسانية.

     49.13. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.
    ***
    11.118. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ 11.119. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ.
    ***
    30.22. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. 

    ***

    أيها التائهُ ما بين الزحامِ ؛
    أين تمضي في متاهات الظلامِ ،
    قلقاً مستنفراً جيشَ انقسامِ ؟
    و شموس الحق جيشٌ في السماء ِ،
    و بكل الكون من غير انتهاء ،
    يستحث الناس للإبحار في بحر السكينهْ ؟

    أيها الحيرانُ ما بين الركامِ،
    كل ما في هذه الدنيا حطامٌ في حطامِ .
    لا تقفْ في وجه أصحاب السفينهْ ؛
    واجعل الحبَّ نسيما منعشاً
     يجتاحُ أرجاء المدينهْ .
    لا تقل: إني أنا الرُّبّان وحدي ،
    حيثُما أمضي أنا، تمضي معي في مصرَ أسباب الهنا..
    لا تقل: لا شيء بعدي ،
    كل ما في الكون لي وحدي مسَخَّرْ؛
    إنّني ما زلتُ في سجني أميرا ؛
    رغمَ حُكم الله ما زلتُ المظفَّرْ.
    لستُ - و اللهِ – أسيرا.
    لم يزلْ عندي هنا في مصرَ عَسكَرْ.
    كل مَنْ خالَفَ أمري سوفَ يُنحَرْ ."


    قالت الحسناء في خدر العروسْ ،
    و دموع الحزن تجري ،
    مثل زخّات المطرْ،
    عندما تشتد نوبات الضَّجَرْ:
    " من ترى هيَّأَ لي هذي الطقوسْ ؟
    من تُرى هيّجَ موجَ النيل في كل النفوسْ ؟
    مَنْ تُرى كدّرَ صفوَ العرسِ في يوم الجلوسْ ؟

    قلتُ: "يا حسناءُ لا تستنفري جيش الدموعْ ؛
    لم يخُنْ عهد الوفا  ذاكِ العريسُ المُصطفى .
    لم تخُنْ هذي الجُموعْ .
    إن كبا يوما حصانُ الفارس المغوار.. لا..لا..
    ليس يثني عزمَنا جيشُ الخُنوعْ.
    أو نبا ذاكِ الحسامُ الحُرُّ مرَّهْ،
    ما انتهى في حكمة الله القضاءُ..
    لا.. و لا ماتت من الإملاق حُرَّهْ..
    إنما ذاكِ ابتلاءُ.

    يا منى كل الورى.. مهما جرى.. لا يستطيع القهرُ تمزيقَ الشراعْ.
    كل من باع المنى.. قد ضاعَ ضاعْ ..
    و انتهى ذاكِ الصراعْ.

    يا شموع النصر في أرض الكنانهْ ،
    كهرباءُ الغدر عادت فوق أكتاف الخيانهْ.
    منذ كان الليل سادته الشموعْ؛
    فاستمري و احفظي عهد الأمانهْ.
    نورُكِ الوهاج لم يبرحْ مكانهْ؛
    فهْوَ مربوطٌ بأسباب السماءِ...
    لا تخافي الظلمَ مهما طال ليلهْ ؛
    نور شمع الحق موصول البقاءِ،
    و ظلام الظلم لا يرتاح أهلُهْ.

    من هنا .. في الضفة الأخرى أرى
    نصرنا الموعود نجما ساطعاً لا يحجُبُ الليلُ ضياءهْ.
    و أرى.. إني أرى من هاهنا..
    موكبا يمضي  إلى شط النجاهْ ؛
    و أنا أعدو وراءهْ.
    و علامات انتصار باهر فوق الجباهْ،
    تستحث الخطو في كل اتجاهْ.
    و الميادين التي اكتظت و صلت في خشوعْ،
    كتبت للشعب تاريخا جديدا؛
    حررت بالصبر و التقوى العبيدا.
    و الفتى المحبوب كالبدر في الميدان لاحْ.
    عرسه الميمون عيدٌ..أيُّ عيدْ !
    إنه عرس الشهيدْ.
    كل من في مصر غنى ثم صاحْ:
    "ذلك الليل انجلى، فلتستعدّوا للصباحْ!".
    و هناكِ المسجد الأقصى.. هناكْ..
    رفرفت في صحنه المعمور أسرابُ الحمامِ،
    و هْي تدعو لاحتفال عاجل كلَّ الأنامِ.
    و جموع الشعب جمعٌ واحدٌ بين الشموعْ،
    و العروس البكرُ صاحتْ من فرَحْ:
    "كلُّنا معبَرْ رَفَحْ !..
    فافتحوا للنصر أبواب اليقينْ؛
    و لتقولوا: أدخلوها بسلامٍ آمنينْ..
    لن يضيع الحقُّ إن هبَّت لردّ الحقِّ أُمَّه؛
    لم يضعْ.. لا .. لن يضيعْ..
    عاد مُرسي للجميعْ.
    ليس بعد اليوم غُمَّهْ.".
    أمُّنا مصرُ التي تحيا هنا بين الضلوعْ،
    هي قلبُ الأمَّة النابضُ دوما بانتظامْ.
    سوف تبقى قمةً شمّاءَ ترفضُ كل أنواعِ الخنوعْ،
    قلعةً حرّاسها حرّاسُنا من خير فرسانِ السلامْ.

    ***

    المغرب ، تازا، الأربعاء، فاتح رمضان 1434 / 10 يوليو 2013 
    جلول دكداك – شاعر السلام الإسلامي

     

     


    تعليقك
  • أُمُّنا مِصرُ !

    هذه القصيدة مهداة من شاعر السلام الإسلامي: جلول دكداك،
    إلى أمنا مصر العظيمة، أم الدنيا، بكل مكونات شعبها العظيم، و فئات مجتمعه، من غير أي نوع من أنواع التمييز على أي أساس ديني أو فكري أو سياسي . و هي كذلك مهداة إلى المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية" و كل ميادين الاعتصام في كل محافظات جمهورية مصر العربية المتحدة من دون أي استثناء. و القصيدة نداء صادق حار خالص من كل انتماء لا يحترم حرية الشعوب، على أساس قبول التعايش مع الاختلاف التنوعي الذي يثري الحياة، لا الخلاف التصادمي الذي يخرب الحضارة الإنسانية.

     49.13. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.
    ***
    11.118. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ 11.119. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ.
    ***
    30.22. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. 

    ***

    أيها التائهُ ما بين الزحامِ ؛
    أين تمضي في متاهات الظلامِ ،
    قلقاً مستنفراً جيشَ انقسامِ ؟
    و شموس الحق جيشٌ في السماء ِ،
    و بكل الكون من غير انتهاء ،
    يستحث الناس للإبحار في بحر السكينهْ ؟

    أيها الحيرانُ ما بين الركامِ،
    كل ما في هذه الدنيا حطامٌ في حطامِ .
    لا تقفْ في وجه أصحاب السفينهْ ؛
    واجعل الحبَّ نسيما منعشاً
     يجتاحُ أرجاء المدينهْ .
    لا تقل: إني أنا الرُّبّان وحدي ،
    حيثُما أمضي أنا، تمضي معي في مصرَ أسباب الهنا..
    لا تقل: لا شيء بعدي ،
    كل ما في الكون لي وحدي مسَخَّرْ؛
    إنّني ما زلتُ في سجني أميرا ؛
    رغمَ حُكم الله ما زلتُ المظفَّرْ.
    لستُ - و اللهِ – أسيرا.
    لم يزلْ عندي هنا في مصرَ عَسكَرْ.
    كل مَنْ خالَفَ أمري سوفَ يُنحَرْ ."


    قالت الحسناء في خدر العروسْ ،
    و دموع الحزن تجري ،
    مثل زخّات المطرْ،
    عندما تشتد نوبات الضَّجَرْ:
    " من ترى هيَّأَ لي هذي الطقوسْ ؟
    من تُرى هيّجَ موجَ النيل في كل النفوسْ ؟
    مَنْ تُرى كدّرَ صفوَ العرسِ في يوم الجلوسْ ؟

    قلتُ: "يا حسناءُ لا تستنفري جيش الدموعْ ؛
    لم يخُنْ عهد الوفا  ذاكِ العريسُ المُصطفى .
    لم تخُنْ هذي الجُموعْ .
    إن كبا يوما حصانُ الفارس المغوار.. لا..لا..
    ليس يثني عزمَنا جيشُ الخُنوعْ.
    أو نبا ذاكِ الحسامُ الحُرُّ مرَّهْ،
    ما انتهى في حكمة الله القضاءُ..
    لا.. و لا ماتت من الإملاق حُرَّهْ..
    إنما ذاكِ ابتلاءُ.

    يا منى كل الورى.. مهما جرى.. لا يستطيع القهرُ تمزيقَ الشراعْ.
    كل من باع المنى.. قد ضاعَ ضاعْ ..
    و انتهى ذاكِ الصراعْ.

    يا شموع النصر في أرض الكنانهْ ،
    كهرباءُ الغدر عادت فوق أكتاف الخيانهْ.
    منذ كان الليل سادته الشموعْ؛
    فاستمري و احفظي عهد الأمانهْ.
    نورُكِ الوهاج لم يبرحْ مكانهْ؛
    فهْوَ مربوطٌ بأسباب السماءِ...
    لا تخافي الظلمَ مهما طال ليلهْ ؛
    نور شمع الحق موصول البقاءِ،
    و ظلام الظلم لا يرتاح أهلُهْ.

    من هنا .. في الضفة الأخرى أرى
    نصرنا الموعود نجما ساطعاً لا يحجُبُ الليلُ ضياءهْ.
    و أرى.. إني أرى من هاهنا..
    موكبا يمضي  إلى شط النجاهْ ؛
    و أنا أعدو وراءهْ.
    و علامات انتصار باهر فوق الجباهْ،
    تستحث الخطو في كل اتجاهْ.
    و الميادين التي اكتظت و صلت في خشوعْ،
    كتبت للشعب تاريخا جديدا؛
    حررت بالصبر و التقوى العبيدا.
    و الفتى المحبوب كالبدر في الميدان لاحْ.
    عرسه الميمون عيدٌ..أيُّ عيدْ !
    إنه عرس الشهيدْ.
    كل من في مصر غنى ثم صاحْ:
    "ذلك الليل انجلى، فلتستعدّوا للصباحْ!".
    و هناكِ المسجد الأقصى.. هناكْ..
    رفرفت في صحنه المعمور أسرابُ الحمامِ،
    و هْي تدعو لاحتفال عاجل كلَّ الأنامِ.
    و جموع الشعب جمعٌ واحدٌ بين الشموعْ،
    و العروس البكرُ صاحتْ من فرَحْ:
    "كلُّنا معبَرْ رَفَحْ !..
    فافتحوا للنصر أبواب اليقينْ؛
    و لتقولوا: أدخلوها بسلامٍ آمنينْ..
    لن يضيع الحقُّ إن هبَّت لردّ الحقِّ أُمَّه؛
    لم يضعْ.. لا .. لن يضيعْ..
    عاد مُرسي للجميعْ.
    ليس بعد اليوم غُمَّهْ.".
    أمُّنا مصرُ التي تحيا هنا بين الضلوعْ،
    هي قلبُ الأمَّة النابضُ دوما بانتظامْ.
    سوف تبقى قمةً شمّاءَ ترفضُ كل أنواعِ الخنوعْ،
    قلعةً حرّاسها حرّاسُنا من خير فرسانِ السلامْ.

    ***

    المغرب ، تازا، الأربعاء، فاتح رمضان 1434 / 10 يوليو 2013 
    جلول دكداك – شاعر السلام الإسلامي

     

     


    1 تعليق


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم